....كنت دائما أشعر بألم الخيانة المستمر بجانبي الآخر من شخصيتي المزدوجة ، .....كان ألما هائلا وخفيا في آن...لايتوقف عن إلتهام حشاي بفك من قسوة..بسبب أسلوب حياتي الأوروبي جدا......
كان الألم أشبه بسلسلات من الخيانة والغدر المصفى..وكأنها سلالات سريعة التوالد ...لاتتقن غير الإستمرار في تكاثرها بشرنقة ضميري الذي صار ضيقا كضيق صدري.....
كنت أشعر أن ضميري المسكين...يحبس أنفاسه كل يوم خجلا ....عاجز عن رفض وضع جديد قديم...
وصار هذا الألم طقسا ..يتخلل برنامجي اليومي الذي قلما يتغير....
......
كنت وأنا أستيقظ باكرا ....أحس بخيانتي الغير الشريفة لصورة المرأة العربية المعاصرة .....وأنا أتناول إفطاري الهزيل الذي لايحمل من الإفطار شيئا غير اسمه وكوب عصير برتقال و...جريدة محرومة من الصور الملونة......أجدني أدنس اسمها.....
وأنا اعتزل فرشاة التجميل ....والمكحلة لأكتفي بصابون وابتسامة صباحية متوترة (لاتخلو من التقطيبة العربية التي ارتشفتها من الجريدة.).....أحس أنني لاأقدس ذكراها المعلقة على جدار أمامي منذ سنين....
كنت أقر مرارا.....ومرار ..بوحشية اغتيالي لها ..كل مرة أدمن الملابس الأوروبية بلامبالاة فاترة....وأنا أهرول خارجا انطلق في خضم أسراب الناس التي لاتملك وجوها.....نحو محطة الباص..لأتخد لي مقعدا....وأحضن كتابي براحتين ونظر......
وأطعن هذه الروح المتعالية في ظهرها بأن أُحضِر الخُطب الفكرية بالجامعة..وأتابع برنامج صراع الديكة ...مرة في الأسبوع..
كنت أخون المثُل العليا ...والمبادئ السامية بأن لاأتحدث عن غائبين دون علمهم....أن لاأحترف النميمة...
شعرت أن بخيانتي الباردة جدا ....لهذا النموذج الراقي جدا......
أخالف تعاليم جداتي.....ونساء الحارة...
وأصبأ عن الوصايا التي تتوسد وجه المجلات الملونة .....المتكئة على سياجات باعة الجرائدة والمجلات النسائية جدا....
كان لابد لي أن أتوب عن هذا الذنب الفتّاك...الذي يشبه المرض العضال بأمتنا
كان لابد لي أن أتوب توبة نصوحا ....ولو لأسبوع.....أسبوع واحد فقط ..أثبت فيه أنني امرأة عربية جدا....
وكان ذلك....
امسكت بهاتفي النحيل ..أطلب رقم مكان عملي..
تذرعت بحجج عربية جدا....وأكاذيب...لست أفهم كيف صدقوها..وأنا لم أصدقها بعد....؟؟؟؟؟؟؟....
لربما ظنوني....غير قادرة على اختلاق أعذار تبدو الأفلام الهندية أكثر واقعية منها....لأنني كنت دائما المواظبة...والأنثى الجديّة.....
.
.
.
.
يتبع ان شاء الله